خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م : أمانة العامل والصانع وإتقانهما ، للشيخ خالد القط
خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م بعنوان : أمانة العامل والصانع وإتقانهما ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 24 شوال 1445هـ ، الموافق 3 مايو 2024م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م بصيغة word بعنوان : أمانة العامل والصانع وإتقانهما ، للشيخ خالد القط
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م بصيغة pdf بعنوان : أمانة العامل والصانع وإتقانهما ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م ، بعنوان : أمانة العامل والصانع وإتقانهما ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
أمانة الصانع والعامل وإتقانهما
“”””””””””””””””””””””””””””
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز ((وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)) سورة التوبة (105) .
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م : أمانة العامل والصانع وإتقانهما
أما بعد
أيها المسلمون، فإن اهتمام الدين الإسلامي بالعمل لهو اهتمام كبير، نظراً لما يمثله العمال وأصحاب الحرف والمهن من قدر وقيمة كبيرة في المجتمع، ولم لا يكون ذلك، وقد خلق الله الكون وسخره للإنسان ليقوم بالعمل فيه وعمارته، قال تعالى على لسان نبي الله صالح عليه السلام ((وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ)) سورة هود (61)، وقال أيضاً ((هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)) سورة الملك (15) ومن هنا فإن حياة الناس تقوم على العمل والإنتاج، وأن العمل والتفاني فيه بإخلاص واجتهاد وأمانة وإتقان هو سبيل أي أمة للتقدم والازدهار .
أيها المسلمون، ولأهمية العمل وامتهان المهن الشريفة، كان صفوة خلق الله أصحاب حرف ومهن، أقصد بذلك رسول الله عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام. فعلى سبيل المثال كان سيدنا نوح عليه السلام نجاراً، وكان عليه السلام محترفا في صناعة السفن، وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في قوله تعالى: ((وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ)) سورة هود (37)، كما اشتهر سيدنا داوود بأنه كان حداداً، فكان يصنع الدروع وغيرها قال تعالى: ((وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ۖ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)) سورة سبأ (11)، ويقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن نبي الله داوود كما عند البخاري من حديث المقدام بن معدي كرب ((ما أكَلَ أحَدٌ طَعامًا قَطُّ، خَيْرًا مِن أنْ يَأْكُلَ مِن عَمَلِ يَدِهِ، وإنَّ نَبِيَّ اللَّهِ داوُدَ عليه السَّلامُ، كانَ يَأْكُلُ مِن عَمَلِ يَدِهِ))، وسيدنا موسى عليه السلام عمل أجيراً، قال تعالى على لسان العبد الصالح شعيب: ((قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ)) سورة القصص (27)، وكذلك سيدنا زكريا عليه السلام كان نجاراً، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبى هريرة رضي الله عنه: ((كان زكريّا نجّارًا))، وكذلك احترف نبي الله آدم الزراعة، ونبي الله إدريس الخياطة، فعند الحاكم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: ((كان داودُ زرّادًا، وكان آدَمُ حَرّاثًا، وكان نوحٌ نَجّارًا، وكان إدريسُ خَيّاطًا، وكان موسى راعيًا))، والزَّرَد هو حِلَقُ المِغْفَر والدرع، وكذلك أسعد الخلق صلى الله عليه وسلم كان يعمل بيده صلوات ربي وسلامه عليه فقد أخرج ابن حبان بسند صحيح من حديث عائشة رضي الله عنها ((سأل رَجُلٌ عائِشةَ: هل كان رَسولُ اللهِ ﷺ يَعمَلُ في بَيتِهِ شَيئًا؟ قالت: نَعَمْ، ((كان رَسولُ اللهِ ﷺ يَخصِفُ نَعلَهُ، ويَخيطُ ثَوبَه، ويَعمَلُ في بَيتِه كما يَعمَلُ أحَدُكم في بَيتِه))، وكذلك أخرج الإمام البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إلّا رَعى الغَنَمَ، فقالَ أصْحابُهُ: وأَنْتَ؟ فقالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أرْعاها على قَرارِيطَ لأهْلِ مَكَّةَ))، كذلك عمل النبي صلى الله عليه وسلم بالتجارة، ويروى عنه قوله: ((إنَّ اللهَ تعالى يُحبُّ العبدَ المؤمنَ المحترِفَ))، والمحترف أي صاحب الحرفة، وكم كان النبي صلى الله عليه يقدر ويكرم العمال والحرفيين، بل ويجبر بخاطرهم، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ((إنَّ خَيّاطًا دَعا رَسولَ اللَّهِ ﷺ لِطَعامٍ صَنَعَهُ، قالَ أنَسٌ: فَذَهَبْتُ مع رَسولِ اللَّهِ ﷺ إلى ذلكَ الطَّعامِ، فَقَرَّبَ إلى رَسولِ اللَّهِ ﷺ خُبْزًا مِن شَعِيرٍ، ومَرَقًا فيه دُبّاءٌ وقَدِيدٌ، قالَ أنَسٌ: فَرَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ ﷺ يَتَتَبَّعُ الدُّبّاءَ مِن حَوْلِ الصَّحْفَةِ، فَلَمْ أزَلْ أُحِبُّ الدُّبّاءَ مِن يَومِئِذٍ. وقالَ ثُمامَةُ، عن أنَسٍ: فَجَعَلْتُ أجْمَعُ الدُّبّاءَ بيْنَ يَدَيْهِ)).
تابع / خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م : أمانة العامل والصانع وإتقانهما
أيها المسلمون ولكن هناك مسؤولية كبيرة في عنق كل صانع أو عامل يحترف أي حرفة من الحرف، فعليه أن يتقى الله في عمله وأن يخلص في أدائه فعند السيوطي من حديث عائشة رضي الله عنها يقول النبي صلى الله عليه وسلم ((إنَّ اللهَ تعالى يحبُّ إذا عملَ أحدُكمْ عملًا أنْ يتقنَهُ)).
كما ينبغي على العامل أن يكون ملتزماً بكلمته صادقاً لا يكذب ولا يخون، ولا يخلف وعداً، لأن مثل هذه الأمور تعوق بل وتعرقل مسيرة تقدم الأمم.
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، وكما أن هناك التزامات وواجبات تجاه كل عامل أو صانع، فكذلك على المجتمع تقدير هؤلاء الكادحين، وعدم تكليفهم من الأعمال ما لا يطيقون بل يجب إكرامهم والشد من أزرهم، وكذلك عدم تضييع حقهم، فعند ابن ماجة وغيره من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، يقول النبي صلى الله عليه وسلم ((أعْطُوا الأجِيرَ أجْرَهُ قبْلَ أنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ)).
تابع / خطبة الجمعة القادمة 3 مايو 2024م : أمانة العامل والصانع وإتقانهما
وأختم هنا ببعض ما قاله أمير الشعراء شوقي
أَيُّها العُمّالُ أَفنوا ال
عُمرَ كَدّاً وَاِكتِسابا
وَاِعمُروا الأَرضَ فَلَولا
سَعيُكُم أَمسَت يَبابا
إِنَّ لي نُصحاً إِلَيكُم
إِن أَذِنتُم وَعِتابا
أَينَ أَنتُم مِن جُدودٍ
خَلَّدوا هَذا التُرابا
قَلَّدوهُ الأَثَرَ المُع
جِزَ وَالفَنَّ العُجابا
وَكَسَوهُ أَبَدَ الدَه
رِ مِنَ الفَخرِ ثِيابا
أَتقَنوا الصَنعَةَ حَتّى
أَخَذوا الخُلدَ اِغتِصابا
إِنَّ لِلمُتقِنِ عِندَ
اللَهِ وَالناسِ ثَوابا
أَتقِنوا يُحبِبكُمُ اللَ
هُ وَيَرفَعكُم جَنابا
نسأل الله تعالى أن يحفظ مصر وأهلها
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف